مشادة كلامية بين جمال وشاب صدم سيارته «الجاكوار» تنتهي بمخفر الشرطة


أصبح جمال، الآن، يتمتع بشعبية كبيرة خاصة بين المهنيين، وبدأت تتقاطر عليه عروض العمل، خاصة عروض المشاركة في أفلام سينمائية قصيرة وطويلة وتصوير الأفلام الإشهارية وبرامج التلفزيون، إلخ. لكن جمال كان مشغولا بهم آخر ظل يسكنه من البداية. فقد بات يحن إلى معانقة الخشبة: «السلسلات التلفزيونية والسينما لا يمنحانني نفس المشاعر والأحاسيس التي أشعر بها في علاقتي المباشرة مع الجمهور، يحكي جمال. لا يمكنك أن تغش أمام الجمهور، فإما أن تكون موفقا، فتنجح وإما أن تفشل». كان جمال يفضل الحضور على الخشبة أكثر من أي شيء آخر.
أما الرجل الذي سيعيد جمال إلى الخشبة من الباب الواسع فقد سبق أن التقاه في ربيع السنة الماضية بالدار البيضاء بمناسبة تنظيم مهرجان للفكاهة بإشراف من والد الفكاهي جاد المالح. يتعلق الأمر بالمنتج المعروف جيمي ليفي، المزداد بمدينة طنجة، والذي سبق له أن امتهن تدريس الفلسفة قبل أن يلتحق بعالم الإنتاج الفني ويكون سببا مباشرا في بروز عدد من الوجوه المعروفة في المشهد الفكاهي الفرنسي من قبيل باتريك تيمسيت، وجون ماري بيغار، وبيير بالماد وإيلي وديودوني وداني بون وجاد المالح وإريك ورمزي وآخرين... يقول عن جمال: «أول مرة رأيت فيها هذا الفتى النحيل شعرت بأنه يملك موهبة فطرية تميزه عن الآخرين. إنه الأسلوب».
تعرف الإثنان على بعضهما البعض واتفقا على إنجاز عمل مشترك. كان ضروريا أن يلجأ جمال إلى صديقه قادر لكتابة نص العمل الفكاهي المنتظر عرضه في قاعة «لاسيغال» المعروفة. كان عليهما العمل بسرعة نظرا إلى اقتراب موعد العرض. ورغم الضغط الكبير، استطاع الإثنان أن ينجزا عملا نال استحسان المتفرجين في أول عرض له رغم أن بدايته تأخرت بحوالي ساعتين ونصف.
شهد هذا العمل الفكاهي المتميز نجاحا كبيرا قال عنه جيمي ليفي: «لقد تجاوزنا الظاهرة الفنية؛ ما أسمعه في القاعة، ليس جمهورا اعترف للتو بموهبة وكفاءة كبيرة بل متفرجين جاؤوا يشاهدون شخصا يرون فيه ذواتهم. إنها ظاهرة سوسيولوجية».
جمال بدوره، ومحيطه العائلي، اندهشا أمام الإقبال الجماهيري الكبير الذي حظي به هذا العرض علما بأن محيطه العائلي هذا حاول أن يقنعه بالعدول عن العودة مجددا إلى الخشبة بعد أن حقق نوعا من الاستقرار المادي المريح والاستمرار في العمل السينمائي أو التلفزيوني.
«الجميع كان يعتقد بأنني ارتبطت إلى الأبد بالسينما والتلفزيون، يحكي جمال... لكنني ظللت دائما على موقفي الأول بينما كان التلفزيون والسينما وسيلة لجلب أكبر قدر من الجمهور لهذا العمل الذي وضعت فيه كل ما عشته سابقا...»
وفي خضم هذا النجاح الكبير، فكر جمال في شباب الضواحي الذين يوجد من بينهم عدد كبير من المواهب والكفاءات في شتى المجالات؛ هؤلاء يحتاجون إلى الاعتراف والدعم لكي يتجاوزوا الوضع البئيس الذي يعيشون فيه.
فكر جمال في تخصيص مداخيل حفل خاص يسهم فيه فنانون آخرون لتأسيس مقر جديد لمسرح «دكليك تياتر» في مدينة طراب. تطوع للمشاركة في الحفل عدد مهم من الوجوه الفنية منها جاد المالح، إريك ورمزي، ديودوني، بيير بالماد... كان ذلك في فاتح نونبر 1999.
حوالي 1200 شخص حضروا الحفل بعد أن أدوا ثمن التذكرة الذي بلغ 250 فرنكا، كما ساهم الكثير منهم بعطايا مالية كان أبرزها شيك بقيمة 5000 فرنك تبرع به جون بيير بكري، انضاف إلى المبلغ الإجمالي الذي استفاد منه المسرح، والذي بلغ 180 ألف فرنك.
هذا التجاوب الجماهيري الكبير مع الفكرة جعل جمال يقرر الانطلاق في جولة فنية من مدينته العزيزة عليه، مدينة طراب.
تمنى جمال لو يتوقف الزمن عند هذه اللحظة. كان يقول أن ليس هنالك لحظة أجمل من هذه... لكن الزمن استمر غير مبال بأمنيته، بل جاء حاملا له بشرى اختياره من قبل كنال بلوس ليشرف على إعداد برنامج اسمه «جمال شو» بمناسبة حلول السنة الميلادية الجديدة 2000. قرر جمال، مرة أخرى، أن يجمع حوله كل الذين يثق في كفاءاتهم، فدعا إليه كلا من ألان شاباط، وديودوني، وإلي سمون، وجاد المالح، وعمر وفريد، وبرونو سولو، ولي روبان دي بوا، ومجموعة زبدة، وأوفيلي وينتر. تم تسجيل البرنامج أياما قليلة قبل حلول رأس السنة ليبث مرات عديدة في أوقات الذروة على كنال بلوس.
كانت فرحة كبيرة تلك التي غمرت جمال وهو يستقبل السنة الميلادية الجديدة. إلا أنه سرعان ما أفسدها عليه شاب في الثالثة والعشرين. كانت الساعة تشير إلى حوالي الثانية صباحا، وبينما كان جمال متوقفا بسيارته «جاغوار XK8» في إشارة الضوء الأحمر انهمك في حديث مع ركاب سيارة مجاورة قبل أن يشتعل الضوء الأخضر ويتأخر في الانطلاق؛ وهو الأمر الذي أغضب الشاب الذي كان يقف وراءه بسيارته «رونو 5»، فاضطر إلى تجاوز سيارة جمال على اليمين؛ إلا أنه اصطدم بها ولاذ بالفرار قبل أن تنطلق مطاردة انتهت بتوقف الشاب ومشادة كلامية بينه وبين جمال وأصدقائه، ليتم تسجيل شكاية، مدعمة بشهادة طبية تثبت عجزا لمدة 7 أيام، ضد جمال بتهمة «العنف الإرادي».

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire